البحث الاجتماعي الأسس والمستويات والتطبيقات 1. المستوى النظري والإجرائي لعملية البحث الاجتماعي
Synopsis
من خلال خبرتي الشخصية في مجال الدراسات العليا ولشغلي لمنصب مدير الإدارة العامة للدراسات العليا والتدريب بجامعة عمر المختار منذ العام 2006م، وحتى عام 2015 وكممتحن داخلي وخارجي لعدد كبير من رسائل الماجستير، أتضح لدي أنه رغم الجهود المضنية التي يبذلها طلاب الدراسات العليا بشكل عام، وطلاب الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بشكل خاص لوصولهم الى الهدف المنشود وهو حصولهم على الشهادات التي يتم تسجيلها في منظومة الدراسات العليا رغم اجتهادهم وبذلهم للجهد الكبير في دراستهم - أنهم يفتقرون إلى الوضوح في فهم الأسس والقواعد والمفاهيم المتعلقة بالبحث العلمي، والأهم من ذلك عدم إلمامهم بكيفية توظيف وتطبيق هذه الأسس في الواقع العملي.
وبمعنى آخر، فإن طلاب الدراسات العليا قد يكونوا على دراية كاملة بأصول وأسس البحث العلمي على المستوى النظري وذلك من خلال المحاضرات، أو من خلال اطلاعهم على المراجع والكتب المختلفة المتعلقة بالبحث العلمي، إلاّ أنه من الملاحظ أنهم يعانون من قصور في توظيف واستخدام هذه الأسس بشكل عملي في المجال التطبيقي في بحوثهم ودراساتهم. ولذلك تظهر الأهمية القصوى لتدريب طلاب الدراسات العليا على استخدام وتطبيق أصول وقواعد وأسس البحث العلمي في المجال العملي، حيث أنني أنصح من خلال هذا الكتاب ألاّ يقتصر تدريس مقرر طرق ومناهج البحث الاجتماعي على الجانب النظري فقط من خلال حشو عقل الطالب بالمعلومات المتنوعة في هذا المجال، وإنما يجب أن يخصص الأساتذة الأفاضل في تدريسهم لهذا المقرر جزء من محاضراتهم لتدريب طلاب الدراسات العليا على استخدام المفاهيم النظرية في الواقع العملي وفي الدراسات الميدانية، وكذلك التركيز على كيفية تحويل الجانب النظري للمفاهيم والأسس والقواعد الخاصة بالبحث الاجتماعي إلى جوانب وأبعاد عملية قابلة للتطبيق، بحيث يمكن قياسها وتحديدها وصياغتها بشكل دقيق.
وتكمن أهمية كل ذلك في أن مقرر مناهج وطرق البحث الاجتماعي يمثل حجر الأساس والقاعدة الأساسية التي يستند عليها الباحث في إجرائه للكثير من البحوث والدراسات حتى بعد حصوله على الشهادة العلمية في هذا المجال.
ومن هذا المنطلق ظهرت الحاجة جلية لتأليف هذا الكتاب الذي يقوم بشرح وتحليل المفاهيم والأسس والقواعد النظرية والمستويات والمراحل الأساسية لعملية البحث الاجتماعي، وكيفية توظيف واستثمار كل ذلك في الجانب العملي والتطبيقي للبحث العلمي، مع التركيز على صياغة الكثير من الأمثلة والأسئلة وكذلك المعطيات العلمية التي تساعد طالب الدراسات العليا في استيعاب وفهم عملية الربط بين الجانب النظري والتطبيقي في مجال البحوث الاجتماعية؛ حيث يشير الكثير من الكتّاب، في هذا المجال إلى أن عملية الربط هذه في إجراء البحوث الاجتماعية إنما تمثل الجانب الإبداعي والابتكاري لدى الباحث في إجرائه لمثل هذه البحوث والدراسات رغم صعوبتها وتعقدها وتشعبها في معظم الأحيان.
Downloads
Published
Categories
License
This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.