مقدمة في الموارد الطبيعية

تعد الموارد الطبيعية القاعدة التي يعتمد عليها تقدم ورفاه المجتمع البشرى، إذ أن وفرة أو ندرة تلك الموارد لها تأثيراتها الكبيرة على مركز هذا البلد أو ذاك بين بلدان العالم. فهي تؤثر في اقتصادياته كما تؤثر على الحالة المعاشية للسكان، وتعتبر مصدر قوة المجتمع أو الدولة. إن توزيع الموارد الطبيعية المتفاوت بين شعوب الأرض قد أدى إلى صراعات عنيفة على مر الزمن بين العديد من دول العالم، وقد لعب اكتشاف الموارد الطبيعية الجديدة دوراً هاماً في تاريخ التقدم البشرى والحضارة الإنسانية، لقد أثبت التاريخ أن الدول التي تتمتع بوفرة الموارد الطبيعية لها مكانة مهمة بين الدول، لذلك فإن الكثير من الدول في عالم اليوم أخذت تهتم بصيانة وتنمية الموارد الطبيعية تفاديا للمشاكل الاقتصادية وقت السلم ووقت الحرب؛ ولمواجهة الزيادة السكانية الحاصلة لديها وفي العالم، وكذلك رفع مستوى معيشة سكانها من خلال استثمار هذه الموارد اقتصاديا. لقد تنبأت الدراسات في بداية الثمانينيات بأن سكان العالم سيتجاوز ستة مليارات نسمة مع مطلع الألفية الثالثة وهذا ما حصل فعلاً.

إن النمو السكاني السريع هو المسبب الأول للمشاكل البيئية، وفي غياب قيود ومعايير لضبط هذا النمو يصعب تطبيق أي نظام يحافظ على البيئة لأن تزايد نمو السكان باستمرار يعني نفاد سريع للموارد، والتي يتناقص كثيراً منها الآن. كذلك يعني الزيادة في التلوث وفي الإخلال بالتوازن البيئي والتزاحم على أماكن الترويح الخلوي، وربما يكون العلم والتقنية هما المنقذان من هذه المشاكل.