كتاب البحث التربوي بين النظرية والتطبيق

Authors

عاشور عمر المسماري
منشورات جامعة عمر المختار – البيضاء

Synopsis

من خلال الخبرة الشخصية في مجال البحوث التربوية، والإشراف على بعض الدراسات في هذا المجال، والتدريس على المعلمين في الدورات التدريبية، اتضح أن هناك ثغرة واسعة بين البحث التربوي والتطبيقات الناتجة عنه في الواقع العملي من جهة، وبين النظرية والتطبيق من جهة أخرى(1). وبمعنى آخر، يبدو في معظم الأحيان أن الباحثين التربويين وأصحاب المهن التربوية (المعلمين والمعلمات على وجه الخصوص) متواجدون في عالمين مختلفين ومتناقضين من الآراء المتعلقة بالنظرية والتطبيق في مجال البحث التربوي، مع أنهما يفترض أن يتشاركا بشكل تفاعلي في عملية الاهتمام بتطوير وتحسين البرامج التربوية بشكل عام والبحث التربوي بشكل خاص. يبدو أن هذه الثغرة الواسعة الموجودة بين النظرية والتطبيق في مجال البحث التربوي، تعود إلى حد ما إلى عدم قدرة الباحث وأصحاب المهن التربوية على وضع النظرية التربوية القائمة على النتائج البحثية موضع التطبيق في الواقع العملي، ويتضح ذلك من خلال شكاوي المعلمين بأن كلاً من النظرية التربوية والبحث غير متوافقين مع عمل المعلم في المدارس المختلفة، أو لأنهما بالمجمل لا يمكن فهمهما وإدراكهما، والتعامل في الواقع العملي بطريقة واضحة مع النتائج التي يتم استخلاصها من البحث التربوي، وبعبارة أخرى، فإن المعلمين في الغالب قد يكونون غير مقتنعين بالقيمة الوظيفية للبحث في المجال التطبيقي في المهنة التي يقومون بأدائها، مما يفسر افتقار المعلمين للمعرفة وللأساليب الفنية والتقنية المتعلقة بتحقيق الأغراض العملية لنتائج البحث التربوي. وعلى الجانب الآخر، فإن البحاث عادة ما يعانون من الإحباط نتيجة عدم اهتمام المعلمين بالنظريات التربوية، وبالنتائج التي يتم الوصول إليها عن طريق البحث التربوي وبتطبيقاتها في المجال العملي، وهذا يعني أن ردة فعل المعلمين والمعلمات عادة ما تكون سلبية تجاه المقترحات التي يقدمها البحاث لتطوير العملية التربوية، وذلك لأنهم قد يكونون في موقع لا يمكنهم من خلاله أن يتفهموا بعمق دور هذه المقترحات في تطوير العملية التربوية في داخل الفصول الدراسية. ومن هذا المنطلق، وعلى ضوء هذا التعارض والتناقض  بين النظرية والتطبيق في مجال البحث التربوي، وبين البحاث والمعلمين الذين يقومون بتطبيق نتائج البحث في الواقع العملي، تطلبت الضرورة تأليف هذا الكتاب كمحاولة للتقليل من هذا التعارض في الآراء بين البحّاث والمعلمين، وفي نفس الوقت فإنه تم تصميم هذا الكتاب بطريقة يمكن أن يستفيد منها المعلمون تحت التدريب، وطلاب الجامعات، وطلاب الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية وخاصة في ميدان التربية. إنه من المهم جداً أن يتفهم من يستفيدون من نتائج البحث أو من تتعلق بهم العملية البحثية المصطلحات الفنية المستخدمة في البحث التربوي، بالإضافة إلى ضرورة تفهمهم للمنهجية واستراتيجية البحث المنظم ليتمكنوا من تقييم البحوث المنشودة من هذا المجال، وتطبيق نتائجها بالشكل الصحيح. إننا نعتقد إلى حد كبير أن الثغرة الموجودة بين النتائج العملية للبحث التربوي وبين ما يمكن إحداثه عن طريقها من تغيير للأفضل في العملية التربوية في داخل الفصول الدراسية، إنما هو نتاج لما يمكن أن يحدثه سوء الفهم للمصطلحات العلمية والفنية التي يتم استخدامها في التعبيرات اللفظية للبحث، أكثر مما هي نتاج للاختلاف في وجهات النظر وفقاً للعمل القائم به كل من البحاث والمعلمين، وذلك يأتي بناء على الحقيقة التي مفادها أن اللغة الفنية التي يتم استخدامها في إعداد التقارير البحثية تمثل عائقاً في عملية إيصال نتائج هذه التقارير بشكل واضح لمن يعنيهم الأمر، أو من تتعلق بهم نتائج هذه البحوث، خاصة وإنه خلال استعراضنا لأدبيات هذا الموضوع تبين بوضوح أن هناك عدداً قليلاً جداً من المراجع أو المصادر المتوافرة للمعلمين والتي تزودهم بالإطار المناسب الذي يحتاجونه كمرشد لهم في عملية فهم البحث التربوي.

Downloads

Published

February 23, 2022

Categories

Details about this monograph

ISBN-13 (15)

978-9959-79-084-2