سيكولوجية مهارات ما وراء المعرفة نقاط تلاقي بين المعلم والمتعلم

يعتبر هـذا الكتاب من الكتب التي تلقي الضوء على التفكير ومهاراته؛ باعتبار التفكير من أجل النعم التي أنعم بها الله على عباده، وقد حثنا سبحانه وتعالى على إعمال العقـــل والتفكير فــي كافـة أمور حياتنا، فقال في كتابه الكريم: {الَّذِينَ يَذكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِم وَيَتَفَكُرُونَ فِي خَلِق الَسمَواتِ وَالأَرضِ رَبَّنَا مَا خَلقَتَ هَذَا بَاطِلاً سُبحَنَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} سورة آل عمـــران آية (191)، وقــال أيضاً عز وجل: {أَوَلَم يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم مَّا خَلَقَ اَللهُ السَّماوَاَتِ وَالأَرضَ وَمَا بَينَهُمَا إلَّا بِالَحّقِ وَأَجَلِ مُسَمًّى وَإنَّ كَثِيراً مّنَ النَّاسِ بِلِقَايِ رَبّهِمِ لَكَافِرُونَ} سورة الروم آية (8)، واقتضت حكمة الخالق عز وجل أن يكون التفكير فرض عين على كل مؤمن ومؤمنه، فالفرد المتحكم في زمام تفكيره يتغلب على نواحي القصور والضعف فيه، ويتغلب على كثير من المشكلات التي تواجهه؛ لذا يعتبر التفكير عملية أساسية من عمليات السلوك الذي يتسم بالذكاء، فهو يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى، وبه يتمكن الإنسان من تعديل سلوكه بما يتفق مع ظروف الحياة الاجتماعية التي يوجد فيها، ففي تفكير الفرد صلاح لذاته وصلاح لمجتمعه، فهو أرقى العمليات العقلية والنفسية، والتي كانت سبباً في رقي الإنسان وتحقيق تطوره الحضاري والفلسفي والتربوي، الذي قاد إلى ما توصل إليه الإنسان من ثورة معلوماتية وتكنولوجية.