علم التلوث

يُجمع الخبراء على أن التلوث البيئي في وقتنا الحالي أصبح يشكل التحدي الأكبر الذي يواجه الإنسان عموماً، فلقد طالت هذه الظاهرة الحياة في صورها كافة؛ لما تسببه من تدهور لخصائص العناصر البيئية الأساسية المتمثلة في الهواء والماء والتربة، وبدرجة غير مسبوقة في حدتها وخطورتها. لقد تناول مؤلفو هذا الكتاب (علم التلوث) بصورة شاملة أساسيات وعناصر هذا الموضوع الحيوي الهام بأسلوب علمي رصين، مدعوم بالصور والجداول، بما يمنح القارئ فرصة للإلمام بكافة الجوانب المرتبطة بهذه الظاهرة التي نعيش إرهاصاتها، بل وكوارث تداعياتها السلبية الخطيرة التي بدأت فعليا برصد تغير في نمط الحياة بأقطار عدة من العالم. إن مواجهة ما يتعرض له كوكب الأرض من سوء استثمار لموارده الطبيعية ، وعجز في إداراتها بكفاءة يتطلب تعاضداً محلياً ودولياً فورياً، من خلال نشر ثقافة بيئية بين شرائح المجتمع كافة، واستصدار القوانين ومتابعتها بما يؤدي إلى الحد من ممارسات الإنسان السلبية.  إن ما يضمه هذا الكتاب من سرد علمي وتحليل دقيق لحالات تلوث كيميائي وبيولوجي حقيقية، وكذلك مراحل استصدار القوانين المنظمة التي تهدف إلى المحافظة على العناصر البيئية الأساسية؛ ستكون مفيدة للطالب والباحث وعضو هيئة التدريس الجامعي وصنّاع القرار. لقد أخذت ترجمة هذا الكتاب الكثير من الجهد والوقت لتنوع المواضيع الهامة الواردة به، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يتحقق من ورائه نشر المعارف الواردة فيه حتى تترسخ وتنعكس على أداء وسلوك كل من تصل إليه. أتوجه بجزيل الشكر والامتنان للسيدين الفاضلين: الدكتور صالح مصطفى النويصري، والدكتور ميكائيل يوسف الفيتوري عضوي هيئة التدريس بجامعتي طرابلس وعمر المختار على التوالي، لما بذلاه من جهد في المراجعة العلمية لترجمة هذا الكتاب. كما أتوجه بالشكر والتقدير للأستاذ سليمان هاشم المريمي على مراجعته للنصوص العربية وما بذله من جهد وإتقان. وختاماً فإني أتوجه بالشكر لكل من الأخوين منير الشلوي وحافظ البجيتي على طباعتهما لهذا الكتاب الذي لم يكن نزهة سهلة لما تضمنه من تفاصيل دقيقة حرِصا على القيام بها.