إعمال (إذْ) الظرفيةِ عملَ (أَنْ) المصدريةِ في الدرسِ النَّحْويِّ
الكلمات المفتاحية:
حرفاً، اسماً، فعلاً، النحوِ، اسماً ظرفاًالملخص
النحاةُ متفقون على أن للكلمةِ ثلاثةَ أنواعٍ: إما حرفاً، وإما اسماً، وإما فعلاً، ولكلٍّ منها علاماتٌ، وقد بسطَ النحاةُ القولَ في تفصيلِ ذلك في جُلِّ كتبِ النحوِ واللغةِ، ولا عجبَ أنْ يقيسَ النحويُّ حرفاً على حرفٍ، أو اسماً على اسمٍ، أو فعلاً على فعلٍ ، ولكنْ أنْ تقيسَ اسماً ظرفاً على حرفٍ فهذا يبدو للوهلةِ الأولى غريباً، ومن هنا تأتي أهميةُ هذا البحثِ، حيثُ يخدمُ هذا البحثُ جانباً مهماً من جوانبِ التطبيقِ النحويِّ بينَ بعضِ الظروفِ وبعضِ الحروفِ، وسارَ فيه الباحثُ على المنهجِ الاستقرائي الوصفي التحليلي، فاقتضتِ الخطةُ أنْ يُقسّمَ هذا البحثُ على مقدمةٍ وثلاثةِ مباحثَ:
ـ المبحثُ الأولُ: فيه التعريفُ بالحرفِ، واستعمــــــــــــــالاتُ (إذْ( .
ـ المبحثُ الثاني: فيه (أنْ) المفتوحــــةُ الهمـــــــــــــــــــــــــــزةِ وأنواعُهــــــــــــــــا .
ـ المبحثُ الثالثُ: فيه رأيُ العُكْبَرِي في عملِ (إذْ) عملَ (أن) .
ويُبرزُ هذا البحثُ ظاهرةً لغويةً تنمازُ بالجدَّةِ تتمثلُ في عملِ (إذْ) الظرفيةِ عملَ (أَنْ) الناصبةِ، وهذا الرأيُ الفريدُ ذكره العُكْبَرِي في كتابِهِ (التبيان في إعراب القرآن) في غيرِ موضعٍ، وقد تتبعَ الباحثُ جذورَ هذا الرأي بينَ سطورِ بطونِ أمهاتِ الكتبِ، ووازنَ بينَ النصوصِ، وناقشها نقاشاً علمياً خلُصَ بعده إلى عدّةِ نتائجَ كان أهمُها أنّ هناك إعراباتٍ لـ (إذْ) لم تذكرْها جُلُّ كتبِ النحوِ، وأنّ البصريين أهملوا عملَ (أنْ) المصدريةِ الناصبةِ حملاً على أُختها (ما) المصدريةِ، وأقرَّ الكسائيُّ، والفراءُ أنّ ذلك مسموعٌ لا يُقاسُ عليه، وأجازَ ابنُ مالكٍ القياسَ عليه، كما أجازَ الكوفيون حذفَها في اللفظِ وبقاءَ عملِها إنْ دلَّ على ذلك دليلٌ، وأنّ أبا البقاء نحويٌّ مجدِّدٌ استطاعَ بفكرِه الخصبِ أنْ يوازنَ بينَ (إِذْ) الظرفيةِ، و (أَنْ) الناصبةِ، وأَنْ يُقرِّبَ بينَ المعاني، فأَعملَ الأولى عملَ الثانيةِ، وكان يتَّصفُ بالأمانةِ العلميةِ، فلم ينسبْ هذا الرأْيَ لنفسِهِ، ولكنَّهُ ـ كمَا عَلِمْنَا ـ اكْتَفَى بقولِهِ: قيلَ: (إِذْ) بمعنى (أَنْ) المصدريةِ، كما كان له فضلُ السبقِ بذكرِهِ رَأْيَاً فريداً يستحقُّ الدراسةَ، وقدَّمَ الأمثلةَ الدالةَ على ذلك؛ لذا يوصي الباحثُ بأَنْ يُؤخذَ بهذا الرأْي؛ لأَنَّ لغتَنَا العربيةَ رحبةُ الألفاظِ والجُملِ، واسعةُ المعاني والدّلالاتِ، عميقةُ السياقاتِ الأسلوبيَّةِ، فعلينا أَنْ لا نضيقَ عليها بكلِّ القواعدِ التي وضَعَهَا النحاةُ ولَوَوا لها أعناقَ النصوصِ، فاللغةُ هي الأصلُ الذي جاءتِ القواعدُ خدمةً له لا العكسُ، واللهُ ـ تعالى ـ أَعْلَمُ .
التنزيلات
منشور
النسخ
- 2017-12-31 (2)
- 2023-01-09 (1)

